بعد ما يقرب من عقد من الزمان، من المفترض أن يبدأ مهرجان فجر السينمائي العمل مرة أخرى على شكل "مهرجان دولي".
آخر مرة أقيم مهرجان فجر السينمائي الدولي في شهر بهمن{فبراير} كانت في عام 1992 وفي الدورة الثانية والثالثين من المهرجان، وبعد ذلك وبهدف المزيد من الاهتمام بالقسم الدولي وأهدافه ووظائفه، شاهدنا من الدورة الثانية والثالثين إقامة "مهرجان فجر السينمائي العالمي" في أواخر فروردین وأوائل ارديبهشت{أبريل} من كل عام.
هذا العام وفي المهرجان الحادي والأربعين، من المقرر حسب الخطط الموضوعة أن يقام المهرجان مرة أخرى كما في الماضي مع إيلاء اهتمام خاص لكل من القسمين المحلي والدولي.
استضاف مهرجان فجر السينمائي منذ بدايته عام 1983 وفي دورته الأولى أفلاماً عالمية. وهذا يدل على أن مديري وصانعي السياسات في السينما الإيرانية الحديثة في تلك السنوات كانوا مدركين لأهمية التفاعلات السينمائية بين صانعي الأفلام الإيرانيين والدوليين كظاهرة متعددة الثقافات، وحاولوا إنشاء منصة لتوسيع الأفق العقلي للجيل الجديد من صانعي الأفلام وتوفير إمكانية مواجهة أنواع مختلفة من الأفكار المعاصرة في السينما لهم.
إتخذت هذه العملية شكلاً هادفاً أكثر في السنوات التالية وفي الدورات الأولى، وتم إعداد برامج مختلفة مثل "نظرة على السينما في آسيا" في الدورة الرابعة و"نظرة على سينما القارات الثلاث" في المهرجان الخامس و"سينما دول عدم الانحياز" في الدورة السادسة، وبنفس الطريقة أعدت برامج متنوعة متعلقة بالسينما الدولية استمرت حتى اليوم في مختلف دورات مهرجان فجر السينمائي.
كانت هذه العملية فعالة في تكوين الذوق السينمائي لصانعي الأفلام الإيرانيين وجماهير السينما، وتسببت في نمو ملحوظ لإنتاج الأفلام الموجهة نحو الفكر، إلى جانب التيار المسمى بأفلام سينما شباك التذاكر.
في تاريخ القسم الدولي لمهرجان فجر السينمائي، تم إعداد برامج مثل مراجعة أعمال صانعي أفلام بارزين مثل أندري تاركوفسكي وسيرغي باراجانوف وياسوجيرو أوزو وأندريه فايدا وغيرهم، من أجل تعرف جمهور السينما على وجهة النظر السينمائية لهذا النوع من صانعي الأفلام بالإضافة إلى تعرف صانعي الأفلام الشباب والمبتدئين على التيارات البارزة والخاصة للسينما العالمية منذ بداية مسيرتهم.
بعد ذلك أيضا تم بذل جهد لتقديم الشكل الجديد للسينما الإيرانية إلى العالم من خلال مهرجان فجر السينمائي الدولي وذلك عبر دعوة النقاد الأجانب وكذلك مخططي ومديري المهرجانات العالمية الهامة.
في وقت لاحق وأثناء إقامة هذا الحدث السينمائي بشكل مستمر لمدة أربعة عقود، تم إجراء تجارب ومحاولات مختلفة وفتحت مسارات جديدة فيما يتعلق بالقطاع الدولي.
على سبيل المثال، أدى عقد حدث مثل سوق الأفلام على هامش مهرجان فجر السينمائي واستمراره إلى الاهتمام بموضوع هام مثل التوزيع الدولي للأفلام وبعد ذلك دخل أشخاص هذا المجال، الذين أصبحوا أسماء مرموقة في هذه المهنة اليوم.
* العدد الثاني من دورية مهرجان فجر السينمائي الـ41 (بتصرف)
ف.أ